Free Rainbow Graphics - http://www.myrainbowtext.com

لماذا ؟!ـ

لماذا

مرة أخرى يتدفق الصوت الدافىء عبر الهاتف ، الكلمات محايدة والصوت الدافىء يُخبرها الكثير ...
الآن هى عصفور منزوع الأجنحة ، جناحاه الصغيران صُهرا ليكونا قضيبان بالقفص الأبدى ، عليها أن تنقر الحياة والظروف ثقب صغير بكف القدر
ثقب صغير لتعبر عيناها إليه ... عيناها فقط

،،،،،
جلست أمامه ، جلس بجوار تساؤلاته ، الفضول بحلقه ، أصابه الظمأ فأخذت تسقيه شيئاً فشيئاً

هو : لماذا ترتدين الكفن دائماً ؟
هى : أخشاهم جميعاً ، أتوقع المزيد فى كل الأوقات

هو : إنه أنا ... امنحينى الثقة ، وامنحى نفسك لحظات تلقين فيها الأسرار
أزاحت له الكفن جانباً ليشهد أقدم الجراح وأعمقها فقد أصابها يوم رحل أباها
لم يحاول تضميد الجراح ، لم يعدها أن يلعب دور الراحل فقط ؛ أخبرها أنها الآن أقرب إليه

وكان كافياً

،،،،
مرة أخرى ينساب الصوت الدافىء عبر الهاتف

الآن هى دون الكفن الأبدى ، تسرى بها روح الكلمات كجناح عصفور يُحلق عالياً ، تخبره عن الحزن القادم عندما لن تدركه عيناها

فضحك !!

،،،،،،
كعادة الأحياء عندما يشعرون بالبرد ؛ يطلبون الدفىء ، وهى دون الكفن تحنُ للصوت الدافىء

هو : من ؟

هى : أنا

هو : من أنتِ ؟

هى : إنه أنا

هو : أنتِ من ؟

هى : أنا الجرح والكفن

هو : ـ وقد غلف صوته بطبقة باردة من معدنٍ صدأ ـ نعم . نعم . لاحقاً
،،،،،،،،
كانت تريد أن تعدو حتى تقف أمامه وتصرخ بما تبقى لها من صوت
كانت تسمع كل الأصوات ضحِكته ، وترى للجميع أسناناً صفراء
كانت غبية

كانت خجلى

كانت خجلى

،،،،،،،
الآن عادت ، أحكمت كفنها الأبدى ، تمسك بالسوط العتيق حتى أصبح عضواً من أعضائها ، فإذا أنَّ أحد الجراح ؛ ألهبته آلاف المرات حتى يصيبه الخرس .
..................................................

* تم نشر هذه القصة للأديبة ولاء عزت فى موقع دنيا الرأى رابط :

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2010/08/27/208025.html

المستحيل الوحيد

المستحيل الوحيد

استيقظ فى الصباح واستيقظت فيه مراكز الألم ... بين علب الشاى والقهوة والسجائر يبحث عنه ، بجوار المكتبة ودفتر التليفون وألبوم الصور ظل يبحث ، ثم ارتدى ملابسه وأغلق خلفه الباب ليستأنف رحلة البحث .

،،،،،،،،،
جلس بالمقهى المفضل وتبادل نظرة سريعة مع صبى القهوة ، أحضر الأخير على إثرها الطلب اليومى ، ثم تناولت يده الجريدة فى محاولة لقتل الوقت أثناء الانتظار .

دلف الغول إلى المقهى وجلس غير بعيدٍ عنه ، فتبادلا تحية الصباح وأحاديث عابرة عن حالة الطقس والحرب وارتفاع الأسعار ، ثم غادره الغول متجهاً إلى عمله ، فودعه بابتسامة خفيفة سرعان ما زالت ليحل محلها الضجر المصاحب لحالات الانتظار الطويلة . فقط غابت الشمس وهو لا يزال بانتظاره

جمعت الضحكات وجوه الأطفال وهم يجرون باتجاه الطريق ، فقد عادت العنقاء كعادتها تضع بأيديهم الصغيرة قطع الحلوى والشيكولاته وهم يداعبونها ، يشدون الريش عن أجنحتها فتنهرهم فى رفق ثم تفتح فمها الكبير تتصنع افتراسهم ، فيعودون ضاحكين يأكلون ما بأيديهم .

وأثناء مرور العنقاء بجوار المقهى رفع يده ملوحاً لها بتحية المساء ، ولكنه لم يفلح فى إخفاء علامات الحزن بوجهه فاقتربت منه بابتسامتها الحانية تتبين سبب حزنه ، فأجابها بأنه قد بحث عنه كثيراً فلم يجده وظل بانتظاره طويلاً فلم يأتِ
وعندما سألته العنقاء عمن يكون
صمت لحظات ثم انهمرت الدموع من عينيه واختنق صوته مجيباً : الخل الوفى !!

...............................................

* تم نشر هذه القصة فى موقع دنيا الرأى رابط :http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2010/08/27/208076.html

* تعليق على هذه القصة من الكاتب الأديب الكبير الأستاذ عصام أبو فرحة :تحياتى ... صدقيني أن الخل الوفي موجود , وإن لم نقابله اليوم فسنقابله غداً , أما إن جزمنا بعدم وجوده وأقنعنا أنفسنا بذلك فلن نجده وإن كان بيننا , كل تحية وكل احترام

الأفعى والطائر

الأفعى والطائر

وقف الطائر الأبيض مُتعباً فوق الغصن اليابس يتلمس بعض الراحة ، يقلب عينيه بين الأرض والسماء فرأته الأفعى البيضاء وأخذت تكور نفسها حتى تتهيأ له أنثى جميلة ... فظن الطائر أنه يرى وليفته المنتظرة ؛ فحط عليها يتلمس الدفىء من الدم البارد ، ولم يدرٍ ماهى إلا والسم يسرى فى جسده ، وظلت عيناه معلقتان ببطنها حتى الموت .
ابتلعت الأفعى الطائر بعد موته ، وأخرجت للحياة ثلاثة أبناء أفعتان وعصفور

لم يكن للعصفور أجنحة ، لم يكن للعصفور أرجل غير أنه كان يُغرد دائماً .

...........................................

* تم نشر هذه القصة فى موقع دنيا الرأى رابط :

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2010/08/28/208096.html

أنشأ هذا الموقع ويحرره الكاتب الأديب مجدى شلبى