لماذا
مرة أخرى يتدفق الصوت الدافىء عبر الهاتف ، الكلمات محايدة والصوت الدافىء يُخبرها الكثير ...
الآن هى عصفور منزوع الأجنحة ، جناحاه الصغيران صُهرا ليكونا قضيبان بالقفص الأبدى ، عليها أن تنقر الحياة والظروف ثقب صغير بكف القدر
ثقب صغير لتعبر عيناها إليه ... عيناها فقط
،،،،،
جلست أمامه ، جلس بجوار تساؤلاته ، الفضول بحلقه ، أصابه الظمأ فأخذت تسقيه شيئاً فشيئاً
هو : لماذا ترتدين الكفن دائماً ؟
هى : أخشاهم جميعاً ، أتوقع المزيد فى كل الأوقات
هو : إنه أنا ... امنحينى الثقة ، وامنحى نفسك لحظات تلقين فيها الأسرار
أزاحت له الكفن جانباً ليشهد أقدم الجراح وأعمقها فقد أصابها يوم رحل أباها
لم يحاول تضميد الجراح ، لم يعدها أن يلعب دور الراحل فقط ؛ أخبرها أنها الآن أقرب إليه
وكان كافياً
،،،،
مرة أخرى ينساب الصوت الدافىء عبر الهاتف
الآن هى دون الكفن الأبدى ، تسرى بها روح الكلمات كجناح عصفور يُحلق عالياً ، تخبره عن الحزن القادم عندما لن تدركه عيناها
فضحك !!
،،،،،،
كعادة الأحياء عندما يشعرون بالبرد ؛ يطلبون الدفىء ، وهى دون الكفن تحنُ للصوت الدافىء
هو : من ؟
هى : أنا
هو : من أنتِ ؟
هى : إنه أنا
هو : أنتِ من ؟
هى : أنا الجرح والكفن
هو : ـ وقد غلف صوته بطبقة باردة من معدنٍ صدأ ـ نعم . نعم . لاحقاً
،،،،،،،،
كانت تريد أن تعدو حتى تقف أمامه وتصرخ بما تبقى لها من صوت
كانت تسمع كل الأصوات ضحِكته ، وترى للجميع أسناناً صفراء
كانت غبية
كانت خجلى
كانت خجلى
،،،،،،،
الآن عادت ، أحكمت كفنها الأبدى ، تمسك بالسوط العتيق حتى أصبح عضواً من أعضائها ، فإذا أنَّ أحد الجراح ؛ ألهبته آلاف المرات حتى يصيبه الخرس .
..................................................
* تم نشر هذه القصة للأديبة ولاء عزت فى موقع دنيا الرأى رابط :
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2010/08/27/208025.html